الازهار البرية



شمال الأردن ..أزهار برية ولوحة كرنفالية غنية بالجمال


يعد ريف شمال الأردن من أجمل أرياف المملكة بخاصة في مثل هذا الوقت من السنة والذي تنبت فيه المئات من الأزهار البرية بأشكال مختلفة، وألوان عديدة وروائح تتفاوت في حدتها بين هادئة وقوية .

على مد النظر تأخذك الطبيعة الجميلة في ريف شمال اربد وغربها الى ما يشبه اللوحة الكرنفالية الغنية بمعجزات الخالق وتجلي الطبيعة ، لتكون الزهور البرية أحد أبرز المناظر اللافتة والجاذبة للزائرين بخاصة في محيط سما الروسان شمال إربد ولواء الوسطية وصولا الى الأغوار الشمالية غرب المحافظة وهما المنطقتان اللتان تشكلان الجذب السياحي الداخلي من محافظة إربد ومحافظات المملكة الأخرى نظرا لما تتمتعان به من طبيعة تتداخل فيها السهول مع الهضاب والأودية وتتشابك فيها أزهار برية معروفة الأسماء وأزهار غير معروفة تفرض حضورها بجمال أخّاذ.


خدمات ومرافق
ورغم غياب الخدمات والمرافق العامة في مناطق الجذب السياحي الداخلي في شمال وغرب اربد غير ان توافد الزوار الى ريف الشمال الأردني بقصد السياحة يستمر دون انقطاع بحثا عن الطبيعة بعيدا عن ضوضاء المدينة .وتصف إحدى الأسر ممن كانت تزور ريف الشمال الجمعة الفائتة غياب الخدمات ب بأنه «مقتل» للسياحة الداخلية مطالبة الجهات ذات العلاقة سواء وزارة السياحة او بلديات المنطقة بضرورة ايلاء الاهتمام بهذه المناطق الجميلة لأنها تشكل نقطة جذب سياحي تنقصه مرافق الخدمات.باستثناء متنزه ملكا السياحي في لواء بني كنانة المملوك للبلدية ، يعاني ريف الشمال من غياب للخدمات السياحية رغم ان كل مقومات السياحة الداخلية موجودة وفي المقدمة الطبيعة والأزهار والأشجار والمناخ المعتدل .
الدحنون.. قصة النعمان
زهرة الدحنون لها الحضور الأبرز شمال اربد ، فهذه الزهرة البرية الحمراء الداكنة تنتشر بكثرة في ربوع الاردن ، وتحظى بمحبة واحترام بين مجموعات الازهار البرية الاخرى نظرا لارتباط هذه الزهرة بدم الشهداء وفق ما تؤكده قصص الحكايات الموروثة ، وادبيات الشعراء .
ولعل الشتوة الأخيرة «شتوة ايار» أمدت في عمر الازهار البرية وربيع الاردن حتى منتصف الشهر المقبل ، وأخذت زهرة الدحنون كفايتها من ماء الشتاء لتحافظ على حمرتها الشديدة التي تعكس قصة تقترب من الإسطورة لارتباطها بالشخصية العربية التاريخية أشهر ملوك المناذرة «النعمان بن المنذر» حيث تقول القصة الموروثة ان زهرة الدحنون سميت بـ»شقائق النعمان» نسبة الى النعمان بن المنذر الذي عشق تلك الزهرة البرية فأمر بزراعتها حول قصره الشهير « الخورنق» .
وتقول الحكاية ان زهرة الدحنون نبتت على قبر الملك «النعمان» بعد مقتله في معركة ضد جيش كسرى الحليف السابق له.


العرار.. نبتة شديدة المرار
الى جانب جماليات الازهار البرية وألوانها في مختلف مناطق المملكة تنتشر نبتة «العرار» في غالبية المناطق الصحراوية وهي نبتة فصلية تنتمي الى بقول الربيع،ويبلغ ارتفاعها من 25 ـ30 سنتميترا وتمتاز بفروعها المتعددة ، ولونها الاخضر المائل الى الصفرة تتخلله خشونة ومذاقه شديد المرار .
واشتهرت نبتة «العرار» عند العرب بالرائحة الطيبة وتغنى بها الشعراء منذ قديم الزمان حيث قال الشاعر الصمة بن عبد الله القشيري»:

تمتع من شميم عرار نجد
فما بعد العشية من عرار»
ووفق احصائية زراعية فإنه يوجد في الاردن نحو 2500 نوع من الازهار البرية تنبت في ربوعه أبرزها «السوسنة» التابعة للفصيلة السوسنية، والتي اعتمدت زهرة الاردن الوطنية ويشتمل جنس السوسن على اكثر من 290 نوعا معظمها في النصف الشمالي للكرة الأرضية.
للمزيد من مواضيعي